كيف نقوم بصياغة استراتيجيتنا
تتخذ مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان مفهوم العمل الخيري الاستراتيجي كأساس لها في تحقيق أكبر الآثار الاجتماعية الممكنة وإحداث تغيير حقيقي مستدام بين الأفراد والمجتمعات من خلال دعم المبادرات.
اعتمدت مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان في أعمالها على مفهوم “العمل الخيري الاستراتيجي”، وهو مفهوم قديم تم التعارف عليه منذ أكثر من قرن بواسطة رواد مجال ابتكار العمل الخيري من مثل: جون “روكفلر” و”أندرو كارنيجي”. ونحن في غاية السعادة أن نكون جزءً من هذا الجيل الجديد من المبدعين في مجالات الأعمال الخيرية، من أمثال “بيل وميليندا غيتس” (من خلال مؤسسة غيتس) والرئيس الأمريكي السابق “ويليام جيفرسون كلينتون” (من خلال مؤسسته كلينتون)، الذين تكمن لديهم الرغبة في استخدام رؤوس أموال الأعمال الخيرية بطريقة تساهم في إحداث تغيير جذري ومستدام.
ماذا نعني بـ “العمل الخيري الاستراتيجي”
العمل الخيري الاستراتيجي هو نهج يرتكز على العمل الجاد من أجل الوصول إلى الأهداف. فهو لا يعمل فقط على إيجاد الحلول المؤقتة، ولكنه في واقع الأمر يبحث عن الحلول بصورة جذرية. هذا النوع من التغييرات يحدث نتيجة لدعم الطرق الجديدة والمبتكرة من أجل الوصول إلى حلول فعالة للمشاكل وتغيير مسارها، أو بناء مؤسسات جديدة قادرة على أن تكون بدورها دوافع لهذا التغيير. يشار إلى هذا النوع من أنواع الدعم من قبل بعض الناس برأس المال المهدد، والذي ينتج عن استخدام أموال خاصة لدعم أفكار سابقة لم تخضع إلى أي اختبارات لتجربتها ومعرفة مدى كفاءتها، وقد تُعتبر غير مؤهلة للحصول على الدعم الحكومي.
والأهم من ذلك، تعتبر المعرفة أساس للعمل الخيري الاستراتيجي ويتم أداء المهام على أساس سليم من الاستشارات والبيانات المقدمة من قبل الخبراء وأصحاب المصلحة. كما أنها ترتكز على منصات للمعرفة، مع إجراء تحليل على ما تم تجربته في الماضي ولم يتم العمل به حتى الآن؛ فهو مخطط ينتهجه أصحاب الأدوار البارزة في وضع الحلول وتقديم أنواع الدعم، حيث يعمل غالباً على تسريع الحلول.
يتولى العمل الخيري الاستراتيجي أعباء شاقة في التعامل مع التحديات الكبيرة، والتي غالباً ما تكون معقدة بعض الشيء. لذلك، فهو على دراية تامة بأنه لا يمكن إيجاد الحلول في الحال، قد يستغرق ذلك أجيالاً وليس بضع سنوات فقط.
يساهم العمل الخيري في معالجة العديد من المشاكل الكبيرة، مما يجعلنا ندرك أهمية العمل المشترك – مع الحكومة والمتبرعين وأصحاب المصلحة والأفراد على جميع المستويات. كما أن للشراكات فوائد عديدة منها جمع أصحاب المصلحة معاً وتقاسم الخبرات والتجارب والعلاقات الخارجية والالتزامات، ولذلك نستطيع الحصول على حلول فعالة بسرعة فائقة جداً. كما أن الشراكة مع الحكومات لديها أهمية خاصة في سياق دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أن للحكومة أنشطة كبيرة جداً في المجال الاجتماعي من خلال تقديم شتى أنواع الدعم لمواطنيها. لذا، يستوجب علينا دائماً من خلال العمل الخيري الاستراتيجي، إضافة قيمة جديدة للدعم الحكومي من دون تكرار الأعمال المشابهة.
وأخيراً، فإن العمل الخيري الاستراتيجي يقوم بترسيخ قيمة كبيرة للتقييمات وقياس التأثيرات. وإذا كان لا بد للعمل الخيري من أن يكون له تأثير فعلى، فعلينا عدم الإسراف في إنفاق المال على الأشياء من دون تخطيط مسبق، بل علينا التحلي بالانضباط والالتزام بجدية العمل تحت جميع الظروف التي نتعرض لها، ولا يمكن تكرار نفس نتائج الخطأ في الأعمال الخيرية. وتستخدم في الأعمال الخيرية بدلاً عن ذلك، مناهج لقياس المعرفة والأثر الفعلي لكى يتيح لنا إيجاد حلول جديدة للمضي قدماً.
تجد أدناه مزيد من التفاصيل عن النهج الذي نستخدمه للتقييم
كيف نبني استراتيجيتنا
نعمل في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان على بناء منهج للتغيير من أجل تشكيل الاستراتيجية وبناء إطار لدعم المشاريع الخيرية. لذلك فإننا نستخدم طرق إرشادية تتكون من سبعة خطوات كما يلي:
-
تحديد المشكلات التي نود حلّها ونأمل في أن يكون لنا فيها تأثيراً ملحوظاً، وذلك من خلال وضع آلية محددة لعمل ذلك. وتستند تلك الآلية على التخطيط الجيد لحل المشكلة وفهم مصادرها وأحدث تطوراتها، بالإضافة إلى النظر إلى المشاريع التي كللت أو لم تكلل بالنجاح في مواجهة تلك المشكلة، ومن ثم تحديد شركاء محددين لمواجهة تلك المشكلة واستيعاب أبعادها والنقاط التي لم يتم مواجهتها بعد. وتحقيقاً لهذه الغاية، فإننا نعتمد على البيانات الموجودة، ومشورة الخبراء وأصحاب المصلحة
- وضع رؤية للتغيير وأهداف واقعية قابلة للقياس
- توضيح رؤية للتغيير من خلال بناء الأسس أو المكونات الاستراتيجية التي نتبعها، وذلك من أجل تحقيق الأهداف التي تتمحور في الخطوة رقم 2 أعلاه
- النظر إلى أنواع التدخلات أو دعامات التغيير التي نحتاج إلى الاستثمار فيها من أجل تحقيق أهدافنا. وبناءً على ذلك، فإننا نقوم بدعم الأبحاث وبناء واختبار النماذج؛ وكذلك الاستثمار في بناء القدرات البشرية للأفراد والقيادات وأصحاب المشاريع الاجتماعية وبناء المؤسسات وتعزيزها والبحوث المتعلقة بالسياسات ونشر المعلومات العامة على نطاق واسع وتعزيز الشراكات مع الحكومة، إلخ
- التخطيط الجيد لتحديد الأفراد والمنظمات التي يكون لها دور بارز في التعامل مع القضايا التي نتبناها، وذلك من أجل القيام بخلق شراكات ثنائية بيننا
- تنفيذ برامج للدعم تستند على كل التحاليل التي تم إجراؤها في الخطوات المذكورة أعلاه
- تحديد مقاييس للأداء ومقاييس لتقييم فعالية الاستراتيجية على المديين القصير والطويل. إذا كانت نتيجة القياس لا تحقق أهدافنا المنشودة، فإننا نقوم بإجراء تغييرات ضمن نظرية التغيير والتدخلات التي نتبعها من أجل تحقيق تلك الأهداف